بيان الآلية الافريقية لاستعراض الاقران حول خفض تصنيف جنوب افريقيا من قبل وكالتي فيتش وموديز
الآلية الأفريقية لاستعراض الأقران هي كيان متخصص تابع للاتحاد الافريقي، تدعم الدول الافريقية في مجال وكالات التصنيف الائتماني. وكجزء من هذا التفويض، تقوم الآلية بمراجعات روتينية لتصنيفات الدول الافريقية والصادرة عن الوكالات العالمية للتصنيف الإئتماني. بناءاً على ذلك، لاحظت الآلية خفض وكالتين دوليتين مهيمنتين في مجال التصنيف الائتماني– فيتش وموديز- في 20 نوفمبر 2020، للتصنيف الإئتماني طويل الاجل بالعملة الاجنبية لحكومة جنوب افريقيا. وبالرغم من أن الوكالتين بررتا إجراءات التصنيف، إلا أن الآلية الافريقية لاستعراض الأقران تطرح الملاحظات التالية:

1. ترجم الخفض المزدوج للتصنيف على الفور إلى ارتفاع تكاليف الديون مما يجعل الدين الحكومي غير مستدام، وتدهور قيم الأصول وانخفاض الدخل المتاح للإنفاق للكثيرين. يؤدي ذلك إلى تفاقم تدهور الوضع المالي لجنوب إفريقيا، مما يقوض جهود الحكومة لضبط أوضاع المالية العامة.

2. هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها خفض التصنيف الإئتماني منذ بداية جائحة كوفيد-19، على أساس نفس محركات التصنيف للانكماش الاقتصادي، وتوقعات بتوسع العجز المالي وارتفاع الدين الحكومي. لم تتغير عوامل الخطر هذه بشكل كبير حيث أن وكالات التصنيف تصرفت بشأنها من خلال إجراءات التصنيف السابقة خلال فترة الذروة لجائحة كوفيد-19. لذلك كان من الحكمة أن تمنح وكالتي التصنيف حكومة جنوب إفريقيا مهلة لتنفيذ سياسة الميزانية متوسطة الأجل التي تم تسليمها مؤخراً، والتي تسعى إلى متابعة الإصلاحات الأساسية لتحفيز النمو الاقتصادي، وخفض الإنفاق، وتضييق العجز، وتقليص مسار نمو الديون.

3. إنه من السابق لأوانه تقييم نتائج الخطط المقترحة لضبط أوضاع المالية العامة. وكان من الممكن أن تنتظر التخفيضات لمعرفة فيما إذا كانت الحكومة ملتزمة بضبط أوضاع المالية العامة من خلال، على سبيل المثال، تقييم نتائج المفاوضات الجارية حول الأجور في القطاع العام، بما يتماشى مع افتراضات الميزانية متوسطة الأجل لعام 2020، والتي لديها خطط لخفض اللائحة الحكومية للرواتب.

4. توقيت خفض التصنيف خلال أزمة الوباء لا يزال يثير تساؤلات حول النهج المساير للاتجاهات الدورية لوكالات التصنيف - عندما تتراكم الأخبار السيئة على الأخبار السيئة - مما يزيد من الضغط على الاقتصاد الذي يعاني بالفعل من توتر بسبب تأثير جائحة كوفيد-19.

5. توقع بنك جنوب إفريقيا الاحتياطي أن الاقتصاد قد يتوسع بنسبة 45.2% سنوياً في الربع الثالث ، وهي أكبر زيادة ربع سنوية في 30 عاماً على الأقل. وتقر وكالات التصنيف أيضاَ بأن اقتصاد البلاد بدأ في الانتعاش في الربع الثالث، وأن نقاط قوة التصنيف في جنوب إفريقيا لا تزال في بنكها المركزي الموثوق به، وسعر الصرف المرن، والعملة المتداولة بنشاط، وأسواق رأس المال العميقة، والتي من شأنها أن تساعد في موازنة النمو الاقتصادي المنخفض والضغوط المالية. وكان ينبغي أن تكون هذه العوامل كافية لوكالات التصنيف لتترك تصنيف جنوب إفريقيا دون تغيير عند مستوى واحد دون درجة الاستثمار.

واستناداً إلى هذه العوامل، ستوفر الآلية الأفريقية لاستعراض الأقران الدعم الفني والتشغيلي لفريق اتصال التصنيف الائتماني لجنوب إفريقيا، في التحضير للمراجعة القادمة للتصنيف الائتماني والخزانة الوطنية لتنفيذ توصيات التصنيف المقبولة، وإشراك وكالات التصنيف في تبادل المعلومات بهدف تجنب المزيد من تخفيض التصنيف الائتماني.

ليزيو ماسيليلا ، مسؤولة الإعلام والاتصال في الآلية الافريقية لاستعراض الأقران