بيان معالي موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

8 مارس 2021

يعكس شعار اليوم العالمي للمرأة لعام 2021 ، "المرأة في القيادة: تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم كوفيد -19"، تصميم المجتمع الدولي على دعم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ، من خلال مشاركتها وتمثيلها على مستوى كافة هيئات صنع القرار.

في مفوضية الاتحاد الأفريقي ، يشكل التكافؤ شرط أساسي لنجاح مسعانا. وذلك سبب إدراج قضية التكافؤ ، ليس فقط في قانوننا التأسيسي ، بل ايضاً في طرائق انتخاباتنا، منذ إنشاء اتحادنا. ويسعدنا اليوم أن نحقق ذلك في أعلى أجهزة منظمتنا، وفي دستور العديد من دولنا ، أحث الجميع على تطبيق هذا التكافؤ.

لقد جعل الاتحاد الأفريقي المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة أحد أولوياته. وقد تُرجمت هذه إلى التزامات سياسية على مستوى رؤساء الدول والحكومات ، ولا سيما الإعلان الرسمي بشأن المساواة بين الجنسين في أفريقيا ، وسياسة التكافؤ لمفوضية الاتحاد الأفريقي، وإطلاق استراتيجية الاتحاد الأفريقي للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة اليوم )2018-2028).

يُنظر إلى المساواة وتمكين المرأة على أنها عوامل لتنمية المرأة الأفريقية ، وفرصة لإخراجها من ظروفها المؤسفة، والمكونة من العنف والإقصاء والتحيز.

وللأسف، فإن هذه الأخطاء موجودة وتستمر في معظم البلدان الأفريقية. ولا تزال النساء والفتيات هن الضحايا الأساسيات للصراعات والأزمات التي تعاني منها قارتنا.

لقد سلط كوفيد -19 الضوء على استمرار الظروف الصعبة للمرأة الأفريقية. ولقد كان بمثابة انتكاسة مقلقة في الإنجازات والتقدم، ولا سيما فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ، وفي الوقت نفسه زاد من العنف القائم على النوع الاجتماعي، لدرجة أنه تم وصف كوفيد-19 بأنه جائحة صامتة.

يجب علينا كسر هذا الصمت ووضع حد لأعمال العنف هذه. وأغتنم هذه الفرصة لأرحب بمبادرة فخامة الرئيس سيريل رامافوزا ، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا ، الذي اقترح ، عندما كان رئيساً للاتحاد الأفريقي ، اعتماد اتفاقية أفريقية بشأن العنف ضد النساء والفتيات ، ومؤتمراً لمعالجة هذه القضية على وجه التحديد. ويسرني أن الرئيس الجديد للاتحاد ، فخامة فيليكس تشيسكيدي تشيلومبو ، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية ، قد تعهد بمتابعة هذا العمل.

من الضروري أن تقوم الدول الأعضاء ، التي تبنت خطط عمل بشأن أجندة المرأة والسلم والأمن ، بتنفيذها بشكل فعال ، وأن تقوم الدول التي ليس لديها خطة باعتمادها بسرعة.

ويجب ألا تعتبر كافية التدابير والإعلانات والاتفاقيات المعتمدة لصالح المرأة ، على المستويين القاري والدولي، من جانبها بمثابة مرفق أو خدمة تُمنح للمرأة، إنها تستحقها. ومع ذلك، لا يمكن أن تكون هذه التدابير فعالة إلا إذا أظهرت النساء أنفسهن شجاعة جريئة، وعملن بشكل فردي وجماعي، لكسب حقوقهن وتأكيد واجباتهن.

في هذا اليوم العالمي لحقوق المرأة ، اتعاطف بشكل خاص مع كافة النساء الأفريقيات في المدن، وخاصة في المناطق الريفية، اللواتي يعشن في ألم ، ويعانين في صمت ، ضحايا العنف الجسدي أو الجنسي.

ولدي احترام عميق لكافة هؤلاء النساء الأفريقيات ، ركائز مجتمعاتنا ، الصابرات والمجتهدات بإخلاص ، هؤلاء النساء اللواتي يتحملن على أكتافهن كل ثقل الأسرة، إلا أنهن، للأسف ، غالباً ما يتم عزلهن عن القرارات الكبرى التي تهم الأسرة أو المجتمع.

أود ، من خلال هذا البيان ، أن أشيد بخالص تقديري وأن أعرب عن تعاطفي معهم. وإنني على قناعة بأننا مع تصميمنا على إعادة تنشيط الاتحاد ، سنكون قادرين على جعل المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة حقيقة واقعة وفي نفس الوقت مفتاح تنميتها.

يوم سعيد للمرأة